رند عبد الجبار
١ ديسمبر ٢٠١٤
ما الذي جذبك بشأن برنامج التصميم في مركز "تشكيل"؟
يجمع برنامج التصميم في مركز "تشكيل" مصممين ومصنّعين وحرفيين ممّن يقطنون في الإمارات العربية المتحدة للعمل معاً وبشكل وثيق على منتج معين. والعملية التي يمرّ بها كل مصمم لا تُغنيه هو فردياً دون سواه، إنما تساعد أيضاً المصممين والمبتكرين الآخرين. علاوة على ذلك، لا يتعلق الأمر بصنع المنتج فحسب، بل إنّ العملية التي يمرّ بها كل مصمم هي التي تُغني كل تجربة بطرائق شتى. فقد ابتكر هذا البرنامج منصة لفهم الثقافة حولنا والاقتراب من المصنوعات والحرف المطروحة حولنا. زِد على ذلك أنّه فتح مكتبة أو كاتالوجاً يساعد المصممين الحاليين وغيرهم من المصممين في دولة الإمارات على إدراك مدى توافر المواد، والعمليات، والحرف والمصنوعات في محيطهم.
ما هي المواد والمفاهيم التي استكشفتِها أثناء مشاركتك في البرنامج؟
أنا أقطن في الإمارات العربية المتحدة منذ حوالي 26 سنة مضت، ولكني لم أفكر قط في زيارة المصنّعين ومعرفة خلفياتهم، وعملياتهم ومصنوعاتهم، لذلك وجدتها رحلة شيّقة فعلاً. فالتجول واستكشاف كل هذه المعلومات جعلني أشعر أنني أستكشف المدينة من جديد. لقد اشتغلت بالرمال لمدة 3 سنوات تقريباً، وتحوّل الأمر إلى شغف لديّ. فاعتقدت في البداية أنني سأعمل بالرمال ولكنه كان برنامجاً مليئاً بالتحديات، إذ شكّل مكاناً رائعاً لاستكشاف المواد الأخرى والخروج من منطقة الراحة خاصّتي وتحدّي سلوكيات المواد مع مصممين ومصنّعين آخرين مخضرمين في هذا المجال. كما زرت أثناء البرامج مصانع مختلفة واهتممت بشكل خصوصي بالسيراميك والرخام والحجر.
أنا مهتمة بالمناظر الطبيعية التي تحيط بنا (من جانب الصحراء والجبل). وأردت في هذا البرنامج أن أفكر في الرمال على أنها ليست المنتج النهائي، بل المتوسط حيث تبدأ الأشياء بالتشكّل وتكوين مظهرها لتترك آثاراً في مناظر أخرى مثل الجبال والصخور. ولتحقيق هذه الغاية اعتمدت تقنية السفع الرملي لتشكيل التحف. فذهبت إلى مصانع عديدة مختصة بهذه التقنية لتجريب مختلف المواد وحبات الرمل من أجل بلوغ النتائج المنشودة.
ما هي المواد التي تعملين بها لمشروعك الأخير، ولماذا؟
أنا أعمل بالحجر الجيري/ الحجارة – استلهمت مفهومي من البيئة القاسية في جبال الإمارات العربية المتحدة، ومن خلال زياراتي الميدانية توارد إلى مسمعي حكاية خرافية مشوقة عن مخلوق كان يعيش في أحد الكهوف بالفجيرة. وقد أخبرني بهذه الرواية أحد الأشخاص الذين التقيتهم أثناء زيارتي للفجيرة، فاستوحيت منها وفكرت بإعادة بنائها وتخيل أجوائها. تُدعى الرواية "كهف الضبع" وهي عن مخلوق يعيش في كهف ويتحول إلى أشكال مختلفة (طير، كلب وأشكال أخرى)، مع سلاح وحيد لحماية الكهف هو الحجارة حوله. أردت إحياء هذه الرواية والمساهمة فيها عبر استخدام الحجر الجيري أو الحجارة المحلية لإعادة بناء هيكلها. أردت أن أختبر خصائص المواد من حيث الثقل، والصلابة والتكوّن. ورميت إلى بناء قطعة فنية تشكك في الخيط الرفيع بين الواقع والخيال.
مع من تتعاونين في العمل على مشروعك، وما هي طبيعة هذا التعاون؟
أتعاون مع مصنع الرخام والحجر – ويقضي التعاون بتصنيع قطع التركيب الضوئي باستخدام ماكينات مختلفة، لا سيما ماكينات السفع الرملي.
كيف أثرت لابس وجلسات التوجيه على تقدّمك؟
كانت لابس وجلسات التوجيه مفيدة للغاية ومتنوعة. لقد اكتسبت الكثير من كل واحدة منها. ففي كل جلسة كنت أتعلم الكثير من حيث سير العملية، وتحضير المعرض إلخ. كما أنّ الانتقادات كانت بنّاءة ومثمرة جداً.
ما هي التحديات التي واجهتك حتى الآن؟
استصعبت العثور على المصنّعين المناسبين والمستعدين للمشاركة في هذا البرنامج، فضلاً عن إيصال الأفكار بطريقة صحيحة حيث كان عليّ أن أشرح شفهياً عبر رسومات وأدوات مختلفة لإقناعهم بالفكرة ومن ثم تصنيعها.
ما هي ردة الفعل التي تأملين أن تتلقيها بشأن عملك الأخير؟
أودّ أن يشارك الجمهور في هذه القصة أو "الرواية الخرافية" – أتطلع إلى معرفة تفسيرات كل شخص وطريقة استخدامهم لهذه التحفة.