تحديثات من برنامج تنوين ٢٠١٥-٢٠١٦

التقوا بالمصمم: استوديو موجو

ما الذي استقطب اهتمامكما في برنامج التصميم "تنوين" الذي يستضيفه مركز "تشكيل"؟

نحن الاثنتين مهتمتان للغاية بعملية التصنيع لا سيما في الإطار المحلي. وحين سمعنا ببرنامج تنوين، وكيف يشجع العمل مع حرفيّ محليّ، اعتقدنا أنّه المكان المثالي لبدء تصميم منتجاتنا الخاصة المستوحاة من الإمارات العربية المتحدة والمصنوعة حصرياً فيها. ومع رعاية ودعم تشكيل، أثبت البرنامج أنّه فرصة رائعة لنا كي نعبّر عن جمالية التصميم الخاصة بنا ضمن عالم تصميم المنتجات.

أي مواد تعمّقتما في دراستها واكتشافها أثناء مشاركتكما بالبرنامج؟

لطالما سحرنا الفن البدوي القديم المتمثّل في حياكة السدو. وبفضل المحتوى الثقافي الذي يكتنزه هذا البرنامج، ارتأينا أنّها فرصة مثالية لاستخدام هذه العملية. السدو هو شكل من أشكال الحياكة التي أضيفت مؤخراً إلى قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، وهو بحاجة ماسة لحفظه من الاندثار. إنّها عملية معقدة للغاية تستلزم الكثير من الوقت، وهي في طور التلاشي بسبب انخفاض عدد أعضاء المجتمع الذين ما زالوا يمارسون هذه المهارة. فتوصلنا إلى أنّ الصور والأنماط في السدو كانت وسيلة أساسية لرواية القصص، إذ كانت تصف الحياة البدوية اليومية. صممنا مصباحاً أرضياً شكّل المسار المباشر لعملية الحياكة؛ فالظل أدى دور النول مع طول الخيط المحبوك بالأنماط التقليدية، مما يعطي انطباعاً بصرياً بأنّ عملية الحياكة متجمدة في الزمن. ومن ثم جمعنا هذا النسيج المحبوك بدقة مع مواد معاصرة كالإسمنت المسبوك، والمعادن والأخشاب.

مع من تتعاونان لتنفيذ مشروعكما، وما هي طبيعة التعاون؟

بدأ تعاوننا مع الحائكة والحرفية الإماراتية، أم أحمد، كتعاون مهني محض. إلا أنّه سرعان ما تحوّل إلى علاقة عميقة وشخصية ما إن تم تجاوز الحدود الثقافية؛ حيث أبصرت النورَ روايةٌ قصص قديمة ومناقشة أفكار جديدة. وبعد أن شاهدنا كيف تعمل يدا أم أحمد المزينتان بالحناء على النول من دون تفكير، أدركنا أهمية هذه العملية وتعقيدها. كما أنّ تفانيها وشغفها إزاء هذا الفن المتلاشي دفعنا للشعور بمسؤولية كبيرة للمساعدة في حماية هذا الفن والحفاظ عليه بصفتنا مصممتين معاصرتين.

كما أنّنا كنا محظوظتين للتعاون مع نجارين محليين موهوبين لابتكار بنية مصباحنا وكرسيّنا. فأمضينا معاً ساعات لا تُحصى لاستحداث حلول أنيقة تناسب العناصر الفنية من منتجاتنا، فضلاً عن أشكالها النهائية.

كيف أثّرت جلسات المختبر والتوجيه على عمليّتكما؟

ساعدتنا جلسات المختبر والتوجيه كثيراً إذ حثّتنا على تعزيز مفهوم تصميمنا الأصلي وصقل عمليّتنا. كما تم تشجيعنا على تحدّي مفهوم تصميمنا المبدئي والشروع في عملية تفاعلية لتحقيق أفضل المنتجات النهائية. قدّم المرشدون نصيحة قيّمة حول ترسيخ مكانة منتجاتنا في السوق، وتطوير استراتيجيات عملنا الفردية. كما ساعدتنا كثيراً المناقشات المستنيرة ومشاركة ردود الفعل مع المصممين الآخرين في البرنامج، إذ أننا نأتي جميعاً من خلفيات متنوعة في التصميم.


هلّا تعدّدان لنا التحديات التي واجهتكما حتى الآن؟

كمن التحدي الأساسي في إيجاد حائك مستعد للتعاون معنا في هذا المشروع، ومنفتح لتكييف هذا الشكل الفني. فحياكة السدو فن تمارسه في الأغلب نساء طاعنات في السن يعشن في مجتمعات مغلقة بمناطق ريفية داخل البلاد، مما يجعل الوصول إليهنّ صعباً للغاية.

أما إقناع المصانع التجارية الكبيرة بالعمل معنا على منتجات معدّة على الطلب لمرة واحدة لا غير، فشكّل تحدياً آخر. كما أنّنا عانينا في إيجاد مصنّعين محليين منفتحين على مناقشة أفكار جديدة، ومستعدين للعمل خارج المجال الذي يألفونه. وبعد إجراء بحث مكثّف، كنّا محظوظتين جداً في العثور على المجموعة المناسبة من الأشخاص للتعاون معنا في هذا المشروع.

ما الأمور التي تأملان اكتسابها عبر هذه التجربة؟

نأمل أن ننجح في لفت الانتباه إلى جمال فن حياكة السدو وأهميته، وأن نكون قد ابتكرنا منصة جديدة تتيح للحائكين المحليين إنتاج عملهم في محيط معاصر. وعبر إعادة تعريف هذا الشكل الفني القديم، نود أن نردّ الجميل لمجتمع الحرفيين المتلاشي فضلاً عن توليد مصدر جديد لدخلهم. كما يحدونا الأمل في أن يشعر المستهلكون من جميع مشارب الحياة بارتباطهم مع قطع أثاثنا، والتفاعل معها بشكل إيجابي كتمثيل فريد للجمالية الإماراتية العصرية.