التقوا بالمصممة: زليخة بينيمان
٢٨ فبراير ٢٠١٦
ما الذي استقطب اهتمامك في برنامج التصميم "تنوين" الذي يستضيفه مركز "تشكيل"؟
أوّل ما جذبني لبرنامج "تنوين" كان فرصة عرض عملي في محيط جديد بالكامل يتطلب مني توسيع نطاق الحجم ونطاق العرض على حد سواء. ثمة قلة قليلة من المؤسسات التي ترعى الفنانين كتشكيل، لذا من المذهل أن أكون جزءاً من برنامجهم في مدينة تولي هذا الاهتمام الكبير للتصميم.
أي مواد تعمّقت في دراستها واكتشافها أثناء مشاركتك بالبرنامج؟
أنا أعمل بالصخور المرجانية المعاد استخدامها لأغراض أخرى، وهي مادة أصيلة في الإمارات العربية المتحدة شاع استخدامها قديماً لبناء الجدران، لذا فهي متجذرة بالتاريخ والحنين. بطريقة ما، يتردّد صدى التاريخ الاجتماعي والجغرافي لهذه المنطقة في جدار منزل قديم مصنوع من الصخر المرجاني. فهذه الجدران تتآكل وتندثر بسرعة، من هنا أنا متحمسة للغاية لاستكشاف هذه المادة وإطارها قبل فوات الأوان.
وفي ما يتعلق بالصخر المرجاني بحد ذاته، طبّقت عليه الكثير من العمليات المختلفة لاختبار مزاياه. فقد سحقته، وقطعته، وشكّلت منه بلورات، ولوّنته، ونظفته، وصببته وصببت فيه... وفي نهاية المطاف، أنا أستخدمه بأنقى أشكاله. لقد أخذنا المادة أساساً من موطنها الأصلي، من البحر الذي ألقت أمواجه بالصخر على شاطئ البحر هامداً. ومن هناك، جمعه رجال ونساء لبناء منازلهم، مخبّأً لسنوات بين الطين والجص. والآن أنفخ فيه حياته الثالثة، وأحتفي بجماله الداخلي الأخاذ.
مع من تتعاونين لتنفيذ مشروعك، وما هي طبيعة التعاون؟
أتعاون مع ثلاثة أنواع من الصنّاع: الأول هو مصنع رخام يقطع الصخر ويصقله؛ والثاني هو مصنع معادن يصنّع الهيكل الذي يدعمها؛ والأخير هو ورشة عمل للمجوهرات تصنع هيكل المخلب الذي يحمل المرجان. لم يعمل أي من هؤلاء على الصخر المرجاني من قبل، ولكنّهم جميعاً متحمسون له. لذا أشعر وكأننا نتعاون مع المادة بحد ذاتها من أجل تحقيق هذا المسعى.
كيف أثّرت جلسات المختبر والتوجيه على عمليّتك؟
ساعدتني جلسات المختبر والتوجيه على إدراك أنّ التصميم ليس سوى فكرة مجردة إلى أن يتم تجسيدها على أمل نشرها في مجلة أو معرض كأيام التصميم دبي أو متجر للبيع بالتجزئة. هذه حقيقة لم تتم مناقشتها كما يجب خلال تعليمي الجامعي. علاوة على ذلك، أنا أنجرف بسهولة في المفاهيم، والأفكار والنظريات، لذا ساعدتني جلسات التوجيه في تشكيل على وضع أساس ثابت ومتين. كما التقيت خلال البرنامج بعدد من الأشخاص الذين يتمتعون ببصيرة نافذة حول طريقة صنع الأشياء في المنطقة - بدءاً من مرحلة وضع المفهوم والتصميم إلى الإنتاج وأخيراً التسويق/التوزيع. وعليه، يمكن القول إنّني أخذت على الصعيد المهني خطوات هائلة في الأشهر القليلة الفائتة. هذا وبرهنت الدروس الجَماعية وجلسات المختبر الجانبَ المجتمعي للتصميم - أنّ لا غنى عن الآخرين في حياتنا، وثمة الكثير لنكتسبه ممّن هم حولنا.
هلّا تعدّدين لنا التحديات التي واجهتك حتى الآن؟
يكتسب مجال التصميم زخماً قوياً هنا في دبي وبسرعة كبيرة. وبالرغم من ذلك ما زال هناك ثغرة بين المصمم والمصنّع. كما أنّ كافة المهارات موجودة منذ أجيال غابرة، إلا أنّ العثور عليها أو الاستفادة منها لأغراض غير اعتيادية قد يكون أمراً شائكاً. يعود هذا الأمر في معظم الأحيان إلى أنّ الوسطاء بين المصنّعين والمصممين، كمدراء المصنع مثلاً، خائفون من المغامرة أو تجربة أمور جديدة (وفي الواقع، العمل التجاري الشامل هو الجديد، ولكنّه موضوع آخر). لذا أكبر صعوبة واجهتها في عمليتي كانت كسر هذا الحاجز. وحالما نجحت في ذلك، حصلت على نتائج رائعة وأرسيت علاقات مهنية طويلة الأمد مع ورش العمل هذه.
ما الأمور التي تأملين اكتسابها عبر هذه التجربة؟
سأنجز استوديو خاصاً بي عمّا قريب، ولا شك في أنّ هذه التجربة أعطتني زخماً كبيراً لتحقيق هدفي هذا. فطوال البرنامج، اكتسبت علاقات لا تُقدّر بثمن وأدركت كيف تجري الأمور في هذا المجال. كما عملت على نطاق مختلف بالنسبة لمجوهراتي، وأمام جمهور مختلف قليلاً. ولكنني حافظت على ولائي لنفسي وهذا الأمر ظاهر في العمل الأخير خلال أيام التصميم دبي. أرى أنّ هذه التجربة بمثابة نقطة انطلاق لمغامرة كبيرة.