من بين ٥٨ متقدماً، وقع الاختيار على المصممات إيمان شفيق، نهير زين، تسنيم التيناوي، وخولة محمد البلوشي للمشاركة في البرنامج التدريبي المهني الممول بالكامل والخاص بتصميم المنتجات، والذي استمرّ لمدة عام وأشرف عليه مرشدون محليون ودوليون. وانطلقت المشاركات في البرنامج في رحلة بحث وتجريب لتصميم نموذج لمنتج مستوحى من البيئة الإماراتية، وأجرين تطويرها إلى نماذج أولية، وتم طرحها في فعاليات أسبوع دبي للتصميم ٢٠٢١.

وقد تعاونت المصممات مع مهندسين ومختصي علوم مقيمين في دولة الإمارات لتعزيز قدراتهم البحثية ومعرفتهم وفهمهم للتصميم المستدام الذي يقدّم حلولًا للمشكلات، وذلك انسجاماً مع شعار "التصميم والعلوم" الذي يرفعه البرنامج هذا العام.

__

إيمان شفيق
يعد "صحرا" نموذجاً عن التطبيقات العملية للرمل الحيوي. وتوحي الخزانة، التي تم تصميمها لتشكل إضافة قوية مع تأثير ضئيل على المساحة في الوقت نفسه، بالخصائص الفريدة للمادة وقدرتها على تلبية الاستخدامات المعمارية. ومع هيكل مفتوح على الداخل، تستعرض "صحرا" منظومة ربط من ألواح الرمل الحيوي مشابهة لتلك المستخدمة في الكسوة المعمارية.

__

خولة البلوشي
يسعى العمل "تحت الغاف" إلى الاحتفاء بشجرة الغاف، بينما تعني "العود" في اللهجة الإماراتية مجموعة أشجار الغاف التي تتجمع في بقعة واحدة. ويتكون هذا العمل ذو الإصدار المحدود من ٧ قطع من الخشب المعالج، ويأخذ شكل نصف أسطوانة مع تصميم بسيط يبرز المادة ويستعرض تفاصيل اللحاء المعالج. وتهدف الظلال إلى محاكاة تراث الشجرة كظل طبيعي من شمس الصحراء، وتستحضر تدرجات اللون الذهبي المنبثقة ألسنة ودفء النار في الليل، مما يبعث الحنين إلى التقاليد الماضية ويبرز أهمية الأسرة. ويستحضر "تحت الغاف" صورة الصحراء ولون الرمال والكثبان المتموجة، حيث تقف شجرة منعزلة صامدة تحت لهيب الشمس وسط هذا الخواء.

__

نهير زين
تسعى نهير زين من خلال تقصّي انقطاعنا عن الطبيعة واعتمادنا المفرط على التكنولوجيا، إلى خلق نوع من التوازن عن طريق الدمج ما بين العناصر الصناعية والعناصر الطبيعية، وبين الحديث والتقليدي، والحاضر والماضي في قطعة فنية متقنة الصنع. ووتجلى هذه الازدواجية في الاختيار الدقيق للمواد المستخدمة، فمثلاً يتباين خشب البلوط المنحوت رقمياً مع جلد "لوكيذر"، وهو مادة مستدامة ذات ملمس طبيعي ومصنوعة من النباتات ابتكرتها زين بديلاً عن الجلود الغريبة. وتستكشف هذه القطعة الفنية القيمة الرمزية للعمل مع الطبيعة بدلاً من مقارعتها، وذلك من خلال المغايرة المستدامة بين مادتين طبيعيتين (قرون النباتات الجافة والخشب الصلب) لإضافة سمات مكتسبة عليها، وهي عملية لا يمكن إنجازها إلا عن طريق التدخل البشري.

__

تسنيم التيناوي
أبدعت الفنانة "سلسلة كابوك" بعد بحث موسع تناول نسيج قطن الصحراء كمادة مُصنعة ومطورة بالكامل. ويُصنّع هذا النسيج من البراعم القطنية التي تنمو على شجيرات الكابوك (باللاتينية Aerva javanica)، المقاومة للملوحة والمعروفة محلياً باسم "تويم" أو "الآرى". ومن أجل استخدامها في أعمال التنجيد، تمت غربلة براعم القطن بعناية، ثم تجفيفها ومعالجتها، ثم البحث عن سبل لحشوها في نسيج. وتم حشو هذه المادة في وسادة مشدودة مقطعة في أقسام، فتبدو وكأنها ملتفة حول إطار. ويجسد العمل النهائي مقعداً مرتفعاً بملمس ناعم وتصميم وثير لدرجة يمكن للمرء أن يغرق فيه.