يشهد بلورة رؤى إبداعية لفنانتين من الإمارات وإسكتلندا في ضوء برنامج الفنان المقيم الكشف عن تجارب جديدة في معرض دبي/دندي بـ "تشكيل"
١٦ مارس ٢٠٢٠
بدعم من "تشكيل" و"المركز الثقافي البريطاني"، أمضت الفنانة الإماراتية سلامة نصيب ستة أسابيع في مركز دندي للفنون المعاصرة بمدينة دندي الإسكتلندية في وقت سابق من هذا العام، تعزيزاً لممارستها الفنية وتوسعة لشبكتها المهنية وبحثاً عن مصادر إلهام لمجموعة جديدة من أعمالها. وفي المقابل، بدأت الفنانة الإسكتلندية "مستيريوس كيوب" (المكعب الغامض)، إقامة لمدة 14 أسبوعاً في "تشكيل" في شهر سبتمبر الماضي، تقويةً لممارستها في الطباعة على القماش وإبداع مجموعة جديدة من الأعمال مستوحاة من المجتمع والبيئة في دبي.
خلال الفترة التي قضتها كل فنانة في مجتمع زميلتها المضيف لها، أدارت سلامة ومستيريوس كيوب مجموعة من جلسات الحوار والورش التي مكّنت المهتمين من الكبار والصغار من التعرف على ثقافة البلد الآخر من خلال ممارساتهما الفنية الإبداعية.
ويشكّل البرنامج ما يمكن اعتباره توأمة في النتائج الفنية الإبداعية بين دبي ودندي عبر الفنانتين اللتين وحدتا جهودهما في معرض فني مشترك بالرغم من المسافة التي تفصل بينهما والبالغة 7,860 كيلومتراً.
وتحمل الفنانة الإماراتية سلامة نصيب شهادة الماجستير في الطباعة من الكلية الملكية للفنون بلندن، وقد عرضت أعمالها الفنية في محافل وطنية ودولية، بينها "ميم غاليري" بدبي، وقصر الإمارات بأبوظبي، ومركز ميريديان الدولي بواشنطن، وساحة "كونستكوارتييه بيثنين" في مدينة برلين.
واتبعت سلامة في مجموعة أعمالها الخاصة بالمعرض الفني للبرنامج، اتجاهات الذاكرة نحو الماضي، بدافع من الجوانب العلاجية واللمسية التي يتسم بها العمل في الطباعة الفنية، حيث تبحث في مفاهيم الحنين إلى الماضي والتدهور والسفر عبر الزمن. وأشارت إلى أن إنجازها انبثق من خلال "صور عائلية شخصية لمنزل يبدو أنني أهملته". وتساءلت في هذا السياق: "ماذا حدث لمنزل كان في الماضي بيتًا لي؟ وكيف ظهرت تلك الندوب على جدرانه ونوافذه وفي ممرّاته؟" مُبديةً استغرابها من حجم الذكريات الهائل الذي يمكن أن توقظها في ذاكرتها بمجرد النظر إلى تلك الندوب التي تعود إلى حقبة خلَت وانتهت.
واستمرت أسئلة أخرى في طرح نفسها مع استمرار الفنانة في نقل أفكارها إلى الطباعة باستخدام أساليب عديدة، مثل الطباعة بالشاشة الحريرية والطباعة بالألواح الشمسية والطباعة النافرة بلا حبر. وترى سلامة في هذا الطرح "محادثة تدور باستمرار بيني وبين عقلي، من شأنها أن تسمح بإحداث تواصل بين حقبتين زمنيتين مختلفتين وخليطين مختلفين من المشاعر لإثراء التجارب الإنسانية وإدامتها".
في المقابل، جاءت إلى دبي الفنانة والمختصة بالطباعة، مستيريوس كيوب، وهي من سكان مدينة دندي الإسكتلندية. وتخرّجت الفنانة من كلية دونكان أوف جوردنستون للفنون والتصميم وشاركت في معارض دولية في أوروبا والولايات المتحدة، من خلال التواصل في المقام الأول مع "جمعية دندي للطباعة" و"مهرجان الطباعة بإسكتلندا".
وتركّز الفنانة في رسوماتها وأعمالها الطباعية على تصميم الشخصيات، وغالباً ما تستلهم تقاليد ومعتقداتٍ من ثقافات أخرى، وتمثل أشياء غير ملموسة مثل العواطف والمفاهيم. غالبًا ما يتم عرض أعمالها بطريقة تثير تساؤلات حول حيثيات التأليف والمعتقد الكامنة وراء كل عمل.
وقالت الفنانة مستيريوس كيوب إنها ظلّت لفترة تبحث في فكرة تجسيد التأثير العاطفي المستمدّ من مصادر خارجية، "كالمشاعر التي تنتابني عن مكان ما". وأكّدت أنه كان لديها فكرة واضحة عما أرادت فعله عندما أتت إلى "تشكيل"، موضحةً أنها لمست "المرونة" في كل ما هو حولها في دولة الإمارات، حتى في الأشياء الصغيرة والقطط، وأضافت: "أجريت الكثير من الأبحاث حول القطط وماذا تعني رموزها ودلالاتها في الثقافات والأديان المختلفة، ولدي لوحتان تستندان على بحث أجريته حول آلهة الشمس والقمر المختلفة، التي كانت تمثل رموزًا مهمة لحضارات مختلفة".