قد تكون قصص سندباد وعلاء الدين أتت من هنا - هند مزينة
٢١ يونيو ٢٠١٥
تبحث هند مزينة في التطورات التي شهدتها دبي منذ السبعينيات والثمانينيات من خلال المواد الفوتوغرافية والأرشيف. وبالتركيز على منطقة ديرة، خلقت هند فيديو «قد تكون قصص سندباد وعلاء الدين أتت من هنا» من صورها الثابتة، حيث تأخذ صوراً لمواقع البناء المتغيرة بسرعة والمناطق المحيطة بها. وهي تأخذ المواد المستخدمة في نصها من مصادر متعددة مثل الخيال والواقع وتحديداً لغة العلاقات العامة. وت ّم وضع شاشتين بالقرب من الفيديو يعرضان تقارير إخبارية من أرشيف الستينيات والسبعينيات، تم تصويرها في مدينة ديرة. وتعكس طريقة العرض على ألواح خشبية والشاشات التغييرات السريعة وتفصيل المساحة العامة والذكريات الشخصية. وفي المحادثة أدناه، تسأل القيمتان هند عن نشاطها بشكل عام ومن ث ّم عن العمل المعروض في معرض آرت دبي في مارس 2015.
_________________________________________________________________________________________________________________
م.ص: هل كانت هناك لحظة أساسية أ ّدت إلى إثارة الموضوع الرئيسي في عملك وهو الحنين إلى الماضي؟
ه.م: دبي هي مسقط رأسي والمدينة التي أعيش فيها وهي تتغير باستمرار، وذلك بوتيرة تصعب مجاراتهاعقلًياوعاطفًيا.لذااناأحاولالتمسكببعضمنالحسالتاريخيالذييتمتجاوزه بسهولةونسيانهوإعادةاستبدالهمنجديد.وأظّنأّنهناكالكثيرمنالحنينإلىالماضي،غير أننيلاأريدأنيكونعمليمجردحنينإلىالماضي.ولكنهأيًضاعنصورةدبي،وماتمثلهللساكنين فيها وزوارها. إنه أمر كنت أراقبه دائمًا واحاول التعبير عنه في عملي.
م.ص: ما هي العناصر التي تتطلعين إلى التمسك بها عند النظر إلى حافز التغيير المستمر الذي تشهده دبي؟
ه.م: التراث الحديث لدبي والتاريخ الجماعي والذكريات مقابل التاريخ الخاص وذكريات المدينة. التغييرات التي حدثت في السبيعينات والثمانينيات وتأثيرها اليوم. بالنسبة لي إنها فصل مهم ج ًدا في تاريخ دبي التي لا أرى أنه يتم الاحتفال به. عندما يتعلق الأمر بالتراث، التمثيلات البصرية التي نراها هي البراجيل (منازل برج الرياح)، والمراكب الشراعية، والصقور والجمال والصحراء. وعندما يتعلق الأمر بالاحتفال بدبي الحديثة، فنحن عادة ما نرى صور برج خليفة. ولكن ماذا عما حدث بين هاتين الفترتين؟ هذا هو الجزء التي أحاول التمسك به.
م.ص: كيف تمت ترجمة هذا الأمر في عملك؟
ه.م: من خلال الصور التي آخذها للمدينة، والهندسة المعمارية والمساحات وعرض أجزاء من دبي لا تزال قائمة، تبدو وكأنها «ناضجة» رغم أن البعض يشعر وكأنها ذكرى بعيدة، ويسمونها «دبي القديمة».أقومبذلكمنخلالطرحالسؤالعلىنفسي،متىتصبحالأمورالقديمةقديمًةفيهذه المدينة. إنه العمل الذي باعقادي هو مزيج من الوثائق، والحفاظ على الذاكرة.
ل.خ: من أجل الفيديو الذي صنع لمعرض آرت دبي، أنت تستخدمين في السيناريو بيانات صحفية من أبحاثك حول منطقة ديرة، لماذا أنت مهتمة في لغة العلاقات العامة؟ وفي سياق دبي هل ترين أنها تغزو اللغة اليومية بشكل عام؟ هل هناك مصلحة في إسقاطها في المستقبل الذي تنتجه بما أنها ترتبط دائمًا بمشاريع قيد التنفيذ؟
ه.م: أنا أستمتع دائمًا بلغة العلاقات العامة، وتحدي ًدا هنا حيث يبدو كل شيء متكل ًفا ج ًدا وقابلاً للمضاربة. هذا واضح بشكل خاص في قطاعي العقارات والضيافة. ويظهر ذلك جل ًيا في كل شيء، على الطرق، على اللوحات الإعلانية، في الإعلانات المطبوعة، على الراديو والتلفزيون.
أعتقد أنه قد غزا طريقة التفكير في دبي. وأعتقد أ ّن الهدف هو أن يص ّور دائمًا أن كل شيء ممكن في دبي، دبي مدينة الأحلام والطموحات، ولكن عندما يحاول كل مشروع أن يتفوق على سابقه، متى يصل الأمر إلى نقطة الانهيار؟
ل.خ: ما هي الموارد التي تستخدمينها للسيناريو في الفيديو ولماذا؟
ه.م: أشرت إلى بعض المقالات الأخيرة التي تعلن عن خصائص جديدة للتنمية في مقالات محلية ،dubaiasitusedtobe.com باللغة الإنجليزية. كما أنني بحثت في قصص ومعلومات عن الموقع الذي يعود إلى أواخر الخمسينيات/ الستينيات، والأفلام القديمة عن دبي، والذي يحمل أحدها عنوان «دبي المُطلقة» قد أنجز في أوائل الثمانينات. إن القصص من الموقع الالكتروني والأفلام
تبدووكأنهاحنينإلىالماضيولكنهاتشيرأيًضاإلىدبيكمدينةطموحة،حيثتغيرالكثيرفي وقت قصير – لذا وأنا أقوم بكل هذا البحث، أدركت أنه ربما لم يتغير الكثير في دبي في النهاية. كانت هناك خطط كبيرة في أواخر الستينيات وحتى الثمانينيات (تما ًما كما نرى اليوم)، على سبيل المثال جسر آل مكتوم ونفق الشندغة ومركز التجارة العالمي وميناء جبل علي. لقد تغير النطاق ولكن يبدو أن دبي تسعى دائمًا لعرض نفسها على أنها مدينة «عالمية»، مدينة ترغب في جذب السياح والناس للانتقال إليها وترغب في بناء وتوسيع المدينة. أردت أن أمزج وأجمع بين كل هذه القصص والمقالات، في الماضي والحاضر وأعرضها لمعرفة أي نوع من السرد يمكنني أن أخلق لمرافقة صوري.
ل.خ: في الفيديو كيف تعمل الصور والسيناريو م ًعا؟ هناك مزاج ينذر بالكارثة في كافة صورك، لماذا؟ وكيف يتصل ذلك بالسيناريو؟
ه.م: يعود الشعور المنذر بالكارثة في الصور لأني أتوقع أن تشهد مدينة ديرة التي نعرفها الآن الكثير من التغييرات في المستقبل القريب (بناء على الإعلانات الحديثة عن التطورات الجديدة في البناء). ولقد رغبت في استخدام السيناريو، وهو مزيج بين القصص القديمة والقصص الجديدة وأعرضها مع الصور التي التقطها في مدينة ديرة خلال إقامتي فيها. أردت أن ألعب بالوقت والذاكرة وأي ًضا أن أجعل المشاهدين يدركون أ ّن هناك جزء في دبي يعمل ويزدهر طوال السنوات الأربعين الماضية وهو مهم لتاريخها، ولا يجدر بنا محيه بسهولة لاستبداله بأبراج الزجاج الجديدة أو المواقع التراثية الزائفة.