التقوا بالمصممة: لجين رزق
١٣ مارس ٢٠١٧
ما الذي استقطب اهتمامك في برنامج التصميم «تنوين» الذي يستضيفه مركز «تشكيل»؟
لفتني في برنامج «تنوين» دعمه المميز للمصممين والمصنعين المحليين. وأكثر ما لفتني هو تصنيع القطع التي تستجيب إلى محيطها الثقافي الذي يُعتبر محرّكها. أعتقد أنّ رابط المكان يُعتبر ذا صلةٍ ثقافية وهو أمرٌ بالغ الأهمية لازدهار التصميم المحلي. يشاركني مركز «تشكيل» في التزامي الترويج للتصميم المتأثر بالثقافة ولهذا السبب أثار برنامج «تنوين» اهتمامي.
أي مواد ومفاهيم تعمّقت في دراستها واكتشافها أثناء مشاركتك بالبرنامج؟
من خلال برنامج «تنوين»، تعمّقت في أبحاثي حول التجمعات الشعبية في الأماكن العامة. لفتتني عفوية وسهولة التفاعل الاجتماعي. وكان ذلك مفهوماً استحوذ على اهتمامي للمرة الأولى بعد أن عملت على مشروع أبحاث حول المساكن الشعبية. عقب دراستي هذه المساكن وزيارتها، صادفت باستمرار الأثاث المهمل. تم نقل هذه القطع بطريقةٍ مرتجلة من غرف المعيشة وتمت إعادة تدويرها في أماكن جديدة فأصبحت قطعاً ثابتة في زوايا الشارع، والممرات وخارج المداخل. بالتالي، شجعت على اللقاءات الشعبية الخاصة التي شملت أشخاصاً من الحي للالتفاف حول احتساء القهوة، والشاي ولإجراء الأحاديث.
أردت أن أعلم ما إذا كنت أستطيع تشجيع هذه اللقاءات وإحياء هذه المشاعر المجتمعية من جديد، فقررت عندئذٍ إحياء هذا التقليد المفقود من خلال إنتاج التصميم لمجموعة أثاث. وتماماً كسابقاتها، تبدو القطع مريحة، وملائمة للبيئة وشعبية. يُعتبر المشروع تدخلاً عاماً يتيح للناس المطالبة بهذه الظاهرة الاجتماعية من «المساحات الوسطى». تهدف هذه الظاهرة إلى تنمية المجتمع العفوي وأحاديث الماضي.
مع من تتعاونين لتنفيذ مشروعك، وما هي طبيعة التعاون؟
تعاونت مع مصنعين محليين لصناعة البنية الخشبية، والمفاصل المعدنية والمقعد الجلدي المنسوج. عملت بشكلٍ خاص مع مصنّعي معادن ساعدوني على إحداث تغييرات مختلفة على المفصل. يُعدّ المفصل النهائي نتيجة اختبارٍ متبادل من القوة والصلابة. بعد إنشاء هذا العنصر من المجموعة، عملت مع مصنّعي أخشاب لإنتاج بنية الساج. وكان خشب الساج النوع الأفضل للاستخدام لأنه الأكثر ملاءمةً للأحوال الجوية الخارجية. في النهاية، استخدمت الجلد المنسوج نظراً إلى صلابته ومتانته في الهواء الطلق.
كيف أثّرت جلسات المختبر والتوجيه على عمليّتك؟
ساعدتني هذه الجلسات على توجيه مشروعي وعمليتي مهنياً. لقد ساهمت في تدريبي وتطويري كما ساعدتني على التفكير في أنظمة مستدامة لعملية الإنتاج طويلة الأمد، حيث يمكنني البدء في تصميم أشياء قيّمة للمستخدم، ورائجة ومربحة في آنٍ معاً. تركّز كل جلسة مختبر على أمرٍ معين، الأمر الذي ساعدني على صياغة فهمٍ مترابط للمهارات المطلوبة لنجاحي كمصممة ومنتجة ناشئة.
هلّا تعدّدين لنا التحديات التي واجهتك حتى الآن؟
شققت طريقي بجهد لأختار أفضل طريقة في صناعة منتج يحقق مفهومي الخاص. كانت فكرتي حول الدور الذي يؤديه المنتج واضحةً جداً ولكن صعُب عليّ اختيار النهج المناسب للمفهوم بغية تحويله إلى الشكل المادي المفترض. فعمليتي لم تقتضي إنتاج قطعةٍ من الأثاث فحسب. في حين كان الإنتاج أساسياً، إلاّ أنّ العملية كان لا بدّ أن تتعدى ذلك لتجسد حالةً من «المحادثة العفوية»، وهي تُعتبر صلبَ مفهومي. بالتالي، قررت التركيز على التقنية والمادية. ساعدني فهم الصفات المتأصلة في كلا العنصرين على ابتكار أمرٍ صُمم خصيصاً للمكان، وهي مجموعة مريحة ومناسبة لسياقها المادي والثقافي.
ما الأمور التي تأملين اكتسابها عبر هذه التجربة؟
لديّ التزام طويل الأمد بابتكار تدخلات مصممة، ومصنّعة ومنتجة محلياً للمجتمع. أمّا هدفي فيقتضي تطوير ممارستي حول فهمٍ دقيق للحاجات المجتمعية، ما يشجع المصنعين المحليين على المشاركة في إنتاج حلولٍ محفزة. أعتقد أنه يوجد تكاتفٌ طبيعي هنا وهو متوافق، ومتوازن وأساسي.