التقوا بالمصمم: حمزة العمري
١٣ مارس ٢٠١٧
ما الذي استقطب اهتمامك في برنامج التصميم «تنوين» الذي يستضيفه مركز «تشكيل»؟
عند مشاركتي في برنامج «تنوين»، كانت لي حرية التوجه وكان ذلك الأهم بالنسبة لي. بعد تخرّجي وبدء مزاولتي للمهنة، أدركت سريعاً أنّ الأيام التي أطلقت فيها العنان لإبداعاتي قد ولّت. من خلال مشاركتي في برنامج «تنوين» واختباره، أُعيد إحياء طاقاتي التصميمية بالقوة نفسها والحماسة نفسها التي عشتها في الجامعة.
كما أنّ العلاقات الوثيقة التي أرستها مؤسسة «تشكيل» على مرّ السنوات تُعتبر مصدراً قيّماً جداً، فقد تشرفت بالتعرف على الجميع. يوفر البرنامج للمصممين فرصة الاستفادة من خبرة وتجارب المحترفين اللامعين والمتمرّسين الذين عيّنهم المركز للإشراف علينا.
من خلال الاطلاع على مستوى مقدمي الطلبات في السنوات السابقة، كنت أتطلّع قدماً إلى التعرف على مصممين متشابهين في الأفكار أرادوا إحداث فرقٍ في عالم التصميم المحلي والدولي.
أي مواد تعمّقت في دراستها واكتشافها أثناء مشاركتك بالبرنامج؟
من خلال سنواتٍ عدة من الاحتكاك المباشر وغير المباشر بالمنتجات الصناعية والمواد المخصصة، أشعر بثقةٍ كبيرة لدى استخدامي المواد التقليدية كالفولاذ والخشب. ولكن، في سياق البرنامج، تطوّر مشروعي فشمل موادّ ومجالات معرفية كنت على اطّلاعٍ ضئيل بها سابقاً.
لقد واجهت تحدّي الاطلاع على قطعتي وابتكارها باستخدام الزجاج والإلكترونيات. شخصياً، كان لا بدّ لي من مواجهة هذا التحدّي مباشرةً، ما أتاح لي التقدم في البرنامج وعزّز مهاراتي. أشعر بأنني وسّعت نطاق مخزوني التصميمي وأصبحت أملك حالياً مجموعة أدوات للشروع في إنجاز مشاريع تصميمية أكثر جرأةً.
مع من تتعاون لتنفيذ مشروعك، وما هي طبيعة التعاون؟
لم أكن ضليعاً بالإلكترونيات، لذا سعيت إلى استشارة عامر الدور الذي تخرّج من برنامج «تنوين» في السنة الفائتة. أعتقد أنّ تبادلاً للمهارات والخبرات سينتج عن هذا التعاون وآمل أن أضيف قيمةً إلى مشاريعه تماماً كما أضافها إلى مشاريعي.
كيف أثّرت جلسات المختبر والتوجيه على عمليّتك؟
شملت كل جلسة مختبر نقطة تحوّل، وبعضها كان أهمّ من البعض الآخر، إلاّ أنها كانت مشوقة ومرضية إلى حدٍّ كبير. أمّا النقطة الأهم في عمليتي فقد تمثلت بحلول نهاية زيارة غاريث نيل، إذ كانت فترة تحوّل. حافظ منتجي على مفهومه الجوهري ولكن بشكلٍ مختلف تماماً. بالتالي، عزّز هذا الأمر المنتج لدرجةٍ كبيرة ووضّح الأمور بينما أعدت تحديد المستخدم النهائي.
هلّا تعدّد لنا التحديات التي واجهتك حتى الآن؟
بالنسبة إلى المصممين المقيمين في الإمارات العربية المتحدة، أعتقد أنّ التحدي الأكبر يتمثل في توجّه التصنيع المحلي بشكلٍ رئيسي نحو أعمال البناء. إن عملية العثور على مصنّع متحمس بما يكفي لمساعدتك في مشروع تعمل عليه مزعجة وصعبة، لاسيّما إذا كان نطاق المشروع محدوداً للربح الكبير من منظوره الخاص.
ولكن، ثمة بعض المصنعين المتحمسين الذين يمدّون لك يد المساعدة حُباً بحرفتهم إلاّ أنّ العثور على شخص يفكر بهذه الطريقة ويتمتع بالمهارة المناسبة لتنفيذ رؤيتك أمرٌ صعبٌ جداً.
إضافةً إلى ذلك، ثمة تحدٍّ مزدوج يتمثل في ملاءمة ومواءمة المهارات والهدف. نظراً لارتكاز التصنيع المحلي على البناء، تم تطوير المهارات الصناعية بشكلٍ ملحوظ لموافقة هذا السوق بالتحديد. لذا تُعتبر صناعة المواد الكبيرة، والمتينة والثقيلة عمليةً سهلة، أمّا صناعة المواد الصغيرة والدقيقة فتشكّل تحدياً أصعب..
ما الأمور التي تأمل اكتسابها عبر هذه التجربة؟
سأعتبر تجربتي في «تنوين» رهاناً ناجحاً في حال تمكنت من إرساء علاقاتٍ وثيقة مع نظرائي في البرنامج. وآمل أن تتيح لي هذه العلاقات فرصاً طويلة الأمد للتعاون. أنا أعتبرها تحالفاتٍ قوية يستفيد فيها كلٌّ منا من نقاط القوة لدى الآخر لتعزيز الممارسة والمهن عند الجميع.
أعتقد أنّ المنطقة متعطّشة ومتحمسة للتصميم والإنتاج المحليين. وهو حماسٌ صادق وحقيقي يبثّه التصميم المحلي في النفوس. عقب إنجازي هذه التجربة، يتمثل هدفي وطموحي في إضافة قيمة إلى مجموعة الأعمال المذهلة التي قام بها المصممون والمصنعون المحليون.