"تشكيل" يبدأ موسم الخريف 2021 باستكشافٍ مصوَّر لمدينة القاهرة
١١ أغسطس ٢٠٢١
يستعدّ مركز "تشكيل" لانطلاقة موسم الخريف بالافتتاح المرتقب لمعرض "القاهرة في صور: حكاوي من هيليوبوليس"، الذي يُسلّط الضوء من منظور فني بديع للفنانة التشكيلية نورا زيد على تفاصيل غنية جميلة في العاصمة المصرية، غالباً ما يتم تجاهلها. ويقدّم المعرض تصوّراته من خلال رسوم رقمية وأخرى مرسومة باليد. ويمثل المعرض المحصِّلة العامة الثالثة عشرة لخريجي برنامج الممارسة النقدية في "تشكيل" منذ انطلاقه في العام ٢٠١٤.
ويعتبر المعرض المقرّر افتتاحه يوم الثلاثاء ١٤ سبتمبر أول معارض موسم خريف ٢٠٢١ في "تشكيل" الذي ينطلق بداية الشهر القادم، وسوف يشتمل على رسوم توضيحية بالأبيض والأسود تعرض مشاهد من العاصمة المصرية النابضة بالحياة تدور حول موضوعات تشمل الذاكرة والسياحة والبنية التحتية وعلاقتها مع سكان المنطقة.
ويُعدّ هذا المعرض الفردي الأول للفنانة نورا زيد، وهي آخر خريجات برنامج "تشكيل" للممارسة النقدية للعام ٢٠٢٠. خلال العام الماضي، بحثت نورا في التصوّرات الإقليمية عبر الرسوم والتصاميم وعلم النفس، مبيِّنة كيف يمكن للمرء تغيير سرد القوالب النمطية وتقديم منظورات جديدة، وإحداث تغييرات في التطوّر السلوكي. وتلقّت نورا الإرشاد في إطار مسعاها الفني هذا من قبل خبيرة التصميم والباحثة والمعلمة البارزة، غالية السراقبي، والمؤسس المشارك لاستوديو "موبيوس" للتصميم، وعضو "تشكيل" والمحاضرة في الجامعة الأمريكية بالشارقة، هاله العاني.
بدافع الرغبة في إعادة توطيد علاقتها بالمدينة، جمعت الفنانة ذكرياتٍ من أحياء القاهرة، ووجدت أن كل ذكرى كانت مرتبطة بالأخرى من خلال المكان، وأضيفت طبقة افتراضية من الحقائق التاريخية إلى هذه التجارب الشخصية، مما خلق ازدواجية لهوية المكان، بين الشخصي والعام، والصورة الصغيرة والكبيرة، مما سلط الضوء على موضوع التراث وجعل الوصول إليه أكثر سهولة ويسر.
ورأت نورا، التي تخرجت في الجامعة الأمريكية في الشارقة وتعمل حالياً كمصممة في "أبجد" للتصميم، أن السير في أحد شوارع القاهرة المزدحمة يُسبّب "إشباعاً غامراً للحواس" في ضوء محاولة المرء معالجة كميات هائلة من البيانات التي ترِد أمام حواسه، معتبرة أن كل شبر في المدينة، التي هي مسقط رأسها، "يتطلب اهتماماً متواصلاً لا يفتُر".
وأضافت: "تنطلق ممارستي الفنية من الرغبة في ترسيخ علاقتي مع القاهرة من خلال المراقبة الدقيقة للمدينة. وقد أردتُ أن أجلب صخب المدينة إلى طريق مسدود مؤقت لتعميق فهمي لها".
وأوضحت أن رسوماتها "تجمّد" اللحظات الحميمة مكانياً وزمانياً، مع تبسيط المشاهد الجمالية إلى مستوى اللونين الأبيض والأسود، والسماح بتألّق نسيج المدينة المعقد، لافتة إلى أن تلاشي المباني والأشياء والأشخاص عند الابتعاد عنها، يجعلها تغدو أكثر تجرّداً وامتزاجاً في النسيج الغني والمعقد لمناظر المدينة المصورة".
من جانبها، أكدت ليسا باليتشغار ،نائب مدير "تشكيل"، أن المعرض الفني يأتي في الوقت المناسب ليقول كلمته حول الجدل القائم حول مواضيع التمدّن والاقتصادات الاجتماعية والتراث والانتماء.
وأضافت: "ترتبط قيمة التراث العمراني في القاهرة، وفي مصر كلها، ارتباطاً وثيقاً بالعراقة، وغالباً ما يقتصر الاحتفاء بهذا التراث على المواقع الفرعونية والإسلامية والقبطية، مع ارتباطه في الغالب بمجال السياحة. ومن هنا يأتي معرض نورا ليدعو إلى التساؤل عن نظرة سكان القاهرة إلى التراث وتعريفهم له وتفاعلهم معه، من منطقة مصر الجديدة".
وسيصاحب المعرض كتيّب مطبوع يعرض مساهمات لكل من المهندسة المعمارية والأستاذة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ماهي مراد، والمهندسة المعمارية وخبيرة التراث وزميلة "صندوق بركات" في متحف "فكتوريا آند ألبيرت" بلندن، أمنية عبد البار. وستتوفر نسخة رقمية من الكتيب مع رمز رقمي لتسهيل الوصول إليه في المعرض.