Mutajadid-Maitha-Demithan-Tashkeel-featuredBlockDesktop

يسرّ مركز "تشكيل" تقديم معرض منفرد لعمل جديد خاص بالفنانة الإماراتية الناشئة ميثاء دميثان. تُعرف الفنانة بقدرتها المميزة على تنفيذ صور بورتريه باستخدام فن السكانوغراف، وهو فن التصوير باستخدام الماسحة الضوئية. وقد عُرضت أعمال دميثان عالمياً مثلما عُرضت إماراتياً. كما ستعرض مجموعة جديدة من الأعمال في "تشكيل"، وهي أعمال تدفع بحدود ممارساتها عبر التجهيزات التجريبية والوسائط الجديدة.
في خضم عملها المميز، تستخدم دميثان ماسحة مسطحة A4 لتسجيل سطوح الشخصيات والأغراض، ومن ثمّ تجمعها معاً لابتكار صورها الشاعرية المؤلفة من طبقات. وهي تعتبر هذه العملية طريقة رسم بالضوء، وتستمتع بعناصر الوقت والتحكم المطلوب في عملية المسح الضوئي الدقيق. تتباين طبقات البناء والتفكيك مع تعمّق العمل وتطوّره، مع ثقافة الإنستجرام السائدة في عالمنا. فمنذ أن بدأت بتطوير هذه التقنية، ألّفت دميثان معجمها الخاص من الصور الشبيهة بالأحلام – شخصيات عائمة رشيقة غالباً ما تكون مغمضة العيون، لتبدو وكأنها تتحدى الجاذبية. تلعب الملابس الجميلة دوراً احتفالياً في عالم الخيال الذي تبتكره. فالناظر حرّ في إسقاط ذكرياته الخاصة وروابطه الأدبية على صور دميثان الغنية والتي تسمح بقراءات متعددة.
تختار دميثان مواضيعها من عائلتها وأصدقائها المقرّبين، ثم تستخدم الضوء لتوثيق لحظات اللقاء الانفعالية مع الموضوع، لتلتقط السطوح الثلاثية الأبعاد في سلسلة من السطوح الثنائية الأبعاد. تعمل دميثان بدأب واجتهاد، حيث طوّرت تقنية المسح الخاصة بها في اتجاهات جديدة من أجل هذا المعرض. وستعرض إسقاطات وتركيبات ومقاطع فيديو وتحويلات على الملابس للمرة الأولى، دامجةً ملمس السطوح وبدنيتها في العمل.
في السلسلة الجديدة المعروضة هنا، تحتل الطيور والملابس مركز الصدارة إذ أنها جزء كبير من مفردات دميثان البصرية. ويظهر افتتان الفنانة بالطيور التي ظهرت في أعمالها السابقة حيث رافقت المواضيع المتعلّقة بالإنسان. أما في عملها الجديد، فتظهر صقراً يافعاً، وهو حيوان صيد تقليدي في الإمارات العربية المتحدة، بصورة غير مألوفة عبر فحصه عن كثب. فباستخدام آلة تصوير فيديو، تعانق ملامح جسده كامتداد لعملية المسح الضوئي، ليصبح ملمس ريشه وجلده وقدمي القشريتين واللحم الذي يأكله أمراً غريباً: مجرّداً لا يمكن التعرف عليه.
فضلاً عن ذلك، تستمد دميثان الوحي من الثقافة الإماراتية التقليدية التي تتجسّد في أزيائها المذهلة. كما ستعرض سلسلة من البورتريهات وبورتريهات الملابس. تمثّل قطع الملابس هذه الجسمَ الغائب، وكأنها آثار دينية، مع إظهار هالتها القوية باستخدام تقنية الملء بالضوء. تتضمّن الملابس فساتين قريبتها من مرحلة الطفولة التي تعود إلى الثمانينيات- وهمية ورثائية مفصولة عن الأنفس الماضية لأصحابها. تحمل الفساتين ذكريات وآثار تاريخ ثقافي وشخصي لزمن التغيير في ماضي دبي. ولعلّ القطعة الأكثر شحناً بالعواطف والتي عملت عليها دميثان هي البرقع الذي ترتديه والدتها كل يوم، والذي حوّلته إلى حافز لإنجاز عمل معقد تقنياً.
ستعرض دميثان ذروة بحثها في فن السكانوغراف وما وراءه، بما فيه أعمال مسقطة ومشمسة، وبورتريهات تجمع رقاً من مناظر متعددة. كما تسعى أعمال البوتريهات الخاصة بها إلى إثبات فكرة عدم وجود هوية حقيقية واحدة بل مجموعة قائمة في آن، مع إبقاء عملية بنائها عمليةً مرئية. إنها تلتقط شخصية ومظهر موضوع ما، مع الاعتراف باستحالة تمثيله بشكل مطلق.

نبذة عن الفنان

ميثاء‭ ‬دميثان‭ ‬هي‭ ‬فنّانة‭ ‬مقرّها‭ ‬في‭ ‬دبي‭. ‬رسمت‭ ‬رسوماتها‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬الرمال‭ ‬التي‭ ‬جعلتها‭ ‬تقدّر‭ ‬اللّون‭ ‬والملمس‭ ‬والخطّ‭ ‬والظلّ‭. ‬عرضت‭ ‬ميثاء‭ ‬أعمالها‭ ‬في‭ ‬معارض‭ ‬مختلفة‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬معرض‭ ‬‮«‬Emerge‮»‬‭ (‬البندقية،‭ ‬2011‭). ‬وعُرضَت‭ ‬أولى‭ ‬صورها‭ ‬الذاتية‭ ‬الممسوحة‭ ‬ضوئياً‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬‮«‬Documentation‮»‬‭ (‬تشكيل،‭ ‬2009‭) ‬ونظّمت‭ ‬أوّل‭ ‬عرض‭ ‬منفرد‭ ‬لها‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬مُتجدّد‮»‬‭ (‬تشكيل،‭ ‬2014‭) ‬والذي‭ ‬تضمّن‭ ‬تركيبات‭ ‬تجريبية‭ ‬وقطع‭ ‬إعل...

مشاهدة الملف الشخصي

الأعمال الفنية المعروضة