يستخدم ألسيد الأسطح الضخمة كقماش يبدع عليه ما يشاء، فابتكر أعمالاً على العديد من الهياكل وواجهات المباني حول العالم، تاركاً بصمة جريئة وجميلة تمزج بين الحرف العربي والجذور الأفريقية. وفي هذا السياق، يقول ألسيد: "في هذا المعرض، أريد أن أحرّر الحروف من السطح الثنائي الأبعاد على الجدار وأن أدعو المشاهدين إلى التفاعل مع الخط العربي لأخلق قصيدة روائية بين الاثنين". وعبر معرضه المنفرد الأول في مركز "تشكيل"، يضع هذه الأعمال في سياق جديد تقديراً لأعماله القديمة عبر عملية التجديد. "أنا أكتب على الجدران، أكتب رسائل تُخاطِب الناس. فالجدار هو ذريعة لفتح حوار مع الجمهور. وبعد أن ينتهي العمل عليه، يبدأ الحوار بين المشاهد والقطعة الفنية. يتأصل جوهر عملي في فن الخط العربي القديم، والتحفة التي ابتكرتها لهذا المعرض مستوحاة من قصيدة لنزار قباني يصف فيها جمال معشوقته رغم سنها، وأنا بدوري أنطلق من هذه القصيدة لأعلن حبي تجاه فن الخط العربي القديم. كما أنّ رسائلي التي تزيّن الجدران العامة في جميع أرجاء العالم ابتكرتها بنيّة التواصل. وكل نقرة حرف أو كلمة تبحث عن بناء جسر للتواصل والألفة مع كل شخص. وفي هذه المساحة المغلقة اليوم، أبني عملاً نحتياً للمرة الأولى. إنه حوار بين القصيدة، واللغة، والشكل وشخصي، وأنا أدعو المشاهد إلى المشاركة فيه. قال جان كوكتو :" لا وجود للحب، بل لبراهين عن الحب". ولذلك أردت تقديم فني بالأبعاد الثلاثية، لأسمح له بأن يتجسد. ما زال العمل مرتبطاً بلغتي البصرية الفطرية، ولكن عبر تحرير أشكال الحروف اكتشفت مناطق جديدة للتوسع تحتفي باحترامي وحبي العميق لهذا الفن". ألسيد، أكتوبر 2014 مع شكر خاص لمؤسسة الشيخة سلامة |
مشاركة هذه الصفحة:
نبذة عن الفنان
يصمّم الفنّان إلسيد تركيبات خطيّة معقّدة ويقوم بتركيبها في الأماكن العامة والمعارض والمؤسّسات العالمية. من شوارع باريس ونيويورك، إلى الأحياء الفقيرة في كلٍّ من ريو دي جانيرو وكيب تاون، يعتمد هذا الفنّان المبدع نهجاً معاصراً يهدف إلى ربط الناس والثقافات والأجيال معاً. فاز إلسيد عام 2017 بجائزة اليونسكو-الشارقة للثقافة العربية وحصد لقب المفكّر العالمي لعام 2016 من السياسة الخارجية...