ثلاثة من منحوتات قاعود في هذا المعرض عبارة عن قطع انعكاسية و جاهزة الصنع تم عرضها بحيث تعكس عبارات الضويان المضاءة، وتسمح للأعمال بتلامس مادي وجيز. كافة الأعمال الفنية يقصد بها أن يتم استشعارها بشكل منفصل أو جماعي، بحيث تضع المشاهد في موقف تحديد، طالبة منه أن يعيد التفسير. تلعب العناوين في أعمال قاعود دوراً حاسماً في تجربة المشاهد، ويحدث اختزال للمنظور من خلال إيحاء إمكانية لتصور أفق وغروب الشمس وميكروفون في قطع معثورة. يفتح هذا المعرض المجال للمشاهد بأن يتخيل بطريقة واسعة أو محددة. يبرز المعرض التعاون كعملية يمكن أن تبدأ كل يوم في استديوهات الفنانين، لتلقي بالضوء على خصائص التعاون التي كانت سوف تبقى مخفية لولا ذلك التعاون، ومناهج جديدة يمكن صياغتها ببساطة من خلال رد فعل عقلاني للنظر الى عمل فنان آخر.
كولاكيوريتنج مشروع أطلقته أريج قاعود للتعبير عن إقامة المعارض كممارسة فنية من خلال التعاون بين الفنانين. إدراكات نحتية هو الأول من سلسلة معارض في هذا المشروع، تضع فيها قاعود عملها جنبا الى جنب مع أعمال فنانين راسخين مستمد من الحوار المستمر خلال السنوات القلائل الماضية بين قاعود وبين منال الضويان. استخدمت قاعود لهذا المعرض اثنين من أعمال الضويان الفنية كنقطتيّ انطلاق من أجل قيام حوار مادي بين الأعمال. وفي الوقت نفسه، تسعى كل قطعة الى تعديل تصور المشاهد من خلال الدعابة من أجل الكشف عن ذلك الحوار. حيث بدأت كاستطلاع لكيفية تأثر وتحول منظور المشاهد، يضع مشروع كولاكيوريتنج: إدراكات نحتية منحوتات قاعود كتركيب مرن يتأصل فيها المعنى، وتحيط بعبارات عمل الضويان الضوئية. كلتا الفنانتين صاحبتيّ الأسلوب المفاهيمي تقومان بتوسيع أو تجريد المنظورات الخيالية من خلال تفقد الحدود، ومن ثم منح صفة ملموسة للحوار بين الأعمال. وبالتالي تصبح هذه التفسيرات مقامات تصورية للمشاهد تتيح له إمكانية تكوين اكتشافاته وتخيلاته الخاصة. ومن خلال الأعمال الجاهزة والمعثورة والكلمات الضوئية، يتدخل هذا المعرض في قدرة المشاهد على ملاحظة الحوار بين أعمال فنانين.
تحتوي صالة العرض ١ على عمل فني واحد لكل من الفنانين، حيث تم ضم عمل الضويان المضاء بالنيون: "في الهوا سوا" مع عمل تركيب قاعود المعروف أيضاً باسم "معاً في الهواء" كدمج بين المعنى والمادة، وتأكيد كيف أن للأشياء جاذبية معينة وأيضاً مفتوحة لتفسيرات المشاهد. يعد المعرض تفاعلًا بين التفسيرات البصرية والمادية، واضعاً عبارات الضويان المضاءة بالنيون كأشياء تم تشكيلها لتكتسب معنى، في حين أن تركيبات ومنحوتات قاعود معروضة كأشياء متشبعة بالمعنى. يتم في صالة العرض ٢ عرض أعمال قاعود: "ليس هذا بالأفق"، "هذا ليس بغروب الشمس"، "هذا لا يستطيع استلام صوتك"، "محادثة الجرة والقاعدة"، "لك هنا نور" و "لك هنا ظل"، كاستجابات نحتية لعمل الضويان المضاء بالنيون والذي يقول "كنا معاً نتكلم من خلال الصمت". أعمال قاعود تحيط هذه العبارة المضاءة كإنعكاس فكري ونحتي للعبارة ذاتها. أغلب قطع قاعود المستوحاة من مارسيل دوشامب ورينيه Potential ماجريت مأخوذة من مشروع حيث تعتبر أعمالًا جاهزة ومعثورة، Denied تم تعديلها من خلال طريقة العرض والتلوين بالأكريليك لمنحها امكانية أن تكون شيئا ليست عليه على الإطلاق. ويبرز ذلك من خلال إنكار إمكانية الأعمال في عناوينها، بحيث يتم إبقاء تصور المشاهد على مبعدة من الشيء الحقيقي. قطعة الضويان تعيد قوة التصور الى الجمهور حيث أن تجاوب قطع قاعود مع قطع الضويان تصبح واضحة، ولكنها أيضاً تتفاعل مع تأثر المشاهد بالمعنى.