يسعد "تشكيل" أن يقدّم المصمّمين المشاركين في النسخة الثانية عشرة من برنامج "تنوين" للتصميم لعام 2025، الذين شكّلوا هذه الدورة من البرنامج بتميّزهم الإبداعي: حصّة الكندي، جاسم النقبي، استوديو سكتش آند سبيس (آمنة الشامسي وحنان رفيعي)، ناصر الغاوي، تسنيم النبهاني، استوديو كلوك آند كلاود (اليفياه أستاد وريم شوكت)، وسارة الدليمي. في نسخته الثانية عشرة، يواصل برنامج "تنوين" التزامه بدعم الاستدامة والحوار الثقافي من خلال التصميم. وعلى مدار عامٍ كامل، خاض المشاركون رحلة بحث وتجريب مكثّفة، واستكشافاً للمواد وأساليب الإنتاج بالتعاون مع المصنعين المحليين. وجاءت النتيجة مجموعة من التصاميم التي تجسّد تنوّع الرؤى، حيث يستمد كل عمل جذوره من البيئة المادية والثقافية لدولة الإمارات، ليترجمها في لغة تصميم معاصرة تمزج بين التراث والابتكار.

حصّة الكندي

مصباح لَمَّة هو قطعة إضاءة منحوتة مستوحاة من روح اللقاء الإماراتي، صُمّمت من أغصان النخيل المُعاد استخدامها. بدأت الفكرة من مادة مهملة على جانب الطريق، لتتحوّل إلى تصميم ينبض بالحركة والدفء، يشبه انسيابية الشيلة في الماء. بتدخّلٍ بشريٍّ بسيط، تتبع القطعة شكل الطبيعة لتوزّع الضوء برقةٍ وتخلق ظلالاً شاعرية. لَمَّة هي تأمل في جمال المادة المحلية، واحتفاء بالذاكرة الثقافية التي تجمع الناس والمكان.

جاسم النقبي

خزانة المجوهرات هيلة مستوحاة من التقاليد الإماراتية الأصيلة في توريث المجوهرات بين الأجيال، رمزاً للاستمرارية والمحبة. تستلهم القطعة شكل السوار الإماراتي المصنوع من الهيل، لتتحوّل إلى تصميم عصري مصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ المطليّ باللون النحاسي، وتحتوي على مرآة وأقسام مبطّنة بالمخمل. تحمل كلمة "هيلة" معاني الثراء والعطر والأنوثة، لتجسّد القطعة توازناً بين الفخامة والدفء، بين الذاكرة والحداثة، وتحوّل روتين حفظ المجوهرات إلى طقسٍ من التأمل والعناية.

استوديو سكتش آند سبيس (آمنة الشامسي وحنان رفيعي)

يستحضر مشروع الغوّاص إرث الغوص بحثاً عن اللؤلؤ في الإمارات، حيث تتلاقى الحرفة والشجاعة والصبر. من خلال استخدام الخشب والمعادن وبقايا الأقمشة المستدامة، حوّل الاستوديو المواد المهملة إلى وسيلةٍ لسرد القصص. يستوحي الكرسيّ هيكله من شكل السفن الخشبية التقليدية، بينما ترمز طبقاته النسيجية إلى مرور الزمن وصمود العائلات التي كانت تنتظر عودة الغواصين. يجمع الغوّاص بين الوعي البيئيّ والحنين الثقافي، ليقدّم رؤية معاصرة لقصة بحرٍ وحياةٍ لا تُنسى.

ناصر الغاوي

مجموعة النوى هي رحلة فنية في قلب النخلة، حيث تتحوّل نواة التمر من عنصر يومي إلى مصدرٍ للضوء والمعنى. تتكوّن الثريّا والطاولة من أكثر من ستة آلاف حبة نوى مصنوعة ومركّبة بعناية، مغمورة بمادة صديقة للبيئة تسمح بمرور الضوء. توازن المجموعة بين الضوء والمادة، بين الأصالة والتجديد، في عملٍ يجمع بين الجمال الطبيعيّ والحرفية العالية، ويعكس روح العطاء والاستمرارية المتجذّرة في النخلة.

تسنيم النبهاني

تحمل مجموعة بين وبين عنوانها ومعناها في آنٍ واحد، إذ تستكشف التناقض المتناغم بين البحر والصحراء في منطقة الخليج. تجمع طاولة الكونسول والمرآة بين خامة "ديزرت بورد" المستدامة المصنوعة من سعف النخيل المعاد تدويره والفولاذ المقاوم للصدأ. يتدرّج لون الطاولة من الأزرق إلى البنيّ الداكن، مجسّداً أطياف البيئة المحلية، فيما تعكس المرآة بتصميمها الرقميّ مفهوم التحوّل بين العالمين: المادي والافتراضي، التراثي والمعاصر. بين وبين هي تأمل بصريّ في التوازن بين الحركة والسكون، بين الهوية والتغيير.

استوديو كلوك آند كلاود (اليفياه أستاد وريم شوكت)

لودو طاولة منخفضة مستوحاة من تطوّر مفهوم الجلوس في الإمارات، من المجالس الأرضية التقليدية إلى جلسات المعيشة الحديثة. صُنعت أرجل الطاولة من مركّبٍ حيويٍّ مبتكر قائم على رمال الصحراء المصبوغة بألوان طبيعية مثل الكركم والحنّاء والكحل والنيلي، بينما يغطي سطحها زجاج كريستاليّ شفاف يعكس الضوء والملمس. تمزج لودو بين اللعب والجدية، بين الوزن والخفّة، لتعيد اكتشاف الرمل كمادةٍ لها حضور جماليّ ومعنويّ في الحياة الإماراتية.

سارة الدليمي

أوكيولوس هو مصباح مستوحى من العباية، رمز الخصوصية والأناقة في الثقافة الإماراتية. يبدو المصباح مطفأً داكناً وغامضاً، لكنه يكشف عند الإضاءة طبقاتٍ من الشيفون الأسود والملوّن تتوهّج تدريجياً مع الضوء القابل للتعديل. صُنعت القطعة من قصاصات الأقمشة المُعاد تدويرها من خيّاطي مدينة زايد في أبوظبي، لتربط بين الاستدامة والإرث الحرفي المحلي. يجسّد أوكيولوس ثنائية الستر والكشف، ويعبّر عن حرية الاختيار والجمال الكامن في التفاصيل الخفية.