يجسد مقعد "كسيرية"، القائم على مفهوم الاستدامة والمستوحى من البيئة الإماراتية، جوهر البساطة والأناقة فيما يرمز للوحدة والقوة والتآزر. يستخدم إبراهيم آسور الشكل الفراكتلي (الكسيري أو المجزأ) كجزء من استكشافه لشكل الهيكل الخارجي لأشجار النخيل المنتشرة في دولة الإمارات. وقد جاء هذا المقعد ثمرة الجمع بين دراسات المصمم للبيئة الطبيعية مع البحث العلمي والسرد التصميمي القوي.

و’الفراكتل‘ (الكسيرية) هو نمط لا متناهي يحمل كل جزء منه نفس الطابع الإحصائي ككل. وهو منتشر في الطبيعة حيث تتكرر الأنماط المتماثلة على نطاقات أصغر تدريجياً، كما يمكن إيجاده في كل شيء بدءاً من التكوينات الصخرية للجبال وصولاً إلى لحاء أشجار النخيل. فالفركتلات، التي تتخذ شكلاً بنيوياً عالي الكفاءة على المستوى المجهري، تمكّن الأشكال العضوية من زيادة تعريضها للمكونات فيما تنقل العناصر الغذائية بكفاءة عبر الهياكل الخلوية. كما يشير استخدام الفراكتلات في التصميم إلى الأقواس السائدة في مداخل المساجد وداخلها، ويتجلى تأثير التراث الإسلامي الغني لدولة الإمارات على تصميم المقعد ليعكس المعتقدات الروحية لآسور ورحلة حياته الشخصية.

ولعل هذه العوامل مجتمعة، سمحت لآسور بإبراز جمال الطبيعة وإيجاد طريقة مستدامة لإبداع تصميمه النهائي الذي يتسع لأربعة أشخاص. وتشكل الـ "بالميد" القابلة للتحلل البيولوجي وفلين الـ "إم بي إم" المعاد تدويره بنسبة 80% من الواجهة الخارجية للمقعد، وتم اختيارها خصيصاً للارتقاء بالجانب المستدام للتصميم وترسيخ مكانته داخل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويعكس مقعد "كسيرية" جوهر الهدوء الخالص سيما وأنه يختبر المواد المعاد تدويرها والموجودة بكثرة.